مسألة أمن
العنف ضد النساء والفتيات الفلسطينيات
ثمة عددٌ آبير من نساء وفتيات الأراضي الفلسطينية المحتلة يقعن ضحيةً للعنف من قبل أفراد العائلة
أو شرآائهن في العلاقات الحميمة. ورغم الإدراك المتزايد لوجود هذه المشكلة وإشارة بعض
مسئولي السلطة الفلسطينية لتأييدهم إبداء رد أآثر حزماً إزاءها، فإن الخطوات المتخذة لمعالجة هذا
الإساءات على نحوٍ جدي، قليلةٌ جداً. وفي الواقع فإن نسبة العنف تزداد في وقتٍ تشهد فيه وسائل
المعالجة المتاحة للضحايا مزيداً من التراجع.
وعادةً ما يبرر المدافعون عن الوضع القائم والمتمثل بامتناع السلطة الفلسطينية عن اتخاذ تدابير أآثر
حزما،ً بالتذرع بكثرة المشاآل الأمنية والاقتصادية والسياسية التي تواجه السلطة الفلسطينية؛ وهي
. مشاآل تزداد تفاقماً بفعل الوضع الذي أعقب فوز حماس الانتخابي في يناير/آانون الثاني 2006
ورغم صحة ما يقال من أن الاحتلال الإسرائيلي (منذ اندلاع الانتفاضة الحالية في سبتمبر/أيلول
2000 ومهاجمة مؤسسات السلطة وأجهزتها الأمنية ورفض إسرائيل مؤخراً تسليم الإيرادات
الضريبية للسلطة، وغير ذلك) أضعف قدرات السلطة الفلسطينية إلى حدٍّ آبير، فليس من الجائز
اعتبار ذلك عذراً لعدم فعل شيء. فثمة الكثير مما يمكن لمسئولي السلطة فعله لإنهاء العنف ضد
المرأة داخل الأسرة (لكنهم لا يفعلونه). ويطرح هذا التقرير اقتراحاتٍ ملموسة من أجل التغيير، وهو
يرآز على بعضها في التوصيات الواردة في نهاية هذا القسم.
قليلةٌ هي المعلومات المفصلة والشاملة عن العنف ضد النساء والفتيات في الأراضي الفلسطينية
المحتلة، لكن المعالم الأساسية لهذه المشكلة جليةٌ تماماً. فالدراسات والإحصائيات الكثيرة التي جمعها
مكتب الإحصاء المرآزي الفلسطيني والمجموعات النسائية الفلسطينية تسجل نسبة عالية من العنف
الذي يرتكبه أفراد العائلة والشرآاء الحميمون. ويزداد هذا العنف شدةً في أوقات العنف السياسي. آما
أن المعلومات المستقاة من العاملين الاجتماعيين والأآاديميين ورجال الشرطة حول انتشار العنف
الأسري وسفاح القربى و”جرائم الشرف” الفعلية أو التي يجري التهديد بها تشير أيضاً إلى أن
معدلات العنف المبلَّغ عنها لا تعكس المستوى الحقيقي لانتشار هذا العنف. وقد تحدثت هيومن رايتس
ووتش، أثناء إعداد هذا التقرير، إلى عشرات النساء من ضحايا العنف في الأراضي الفلسطينية
المحتلة والتي أآدت رواياتهن خطورة المشكلة واتساع نطاقها وتناولها أموراً تمتد من الإساءة إلى
الزوجة والأطفال وصولاً إلى الاغتصاب وسفاح القربى و”جرائم الشرف”.
HTLM :
http://hrw.org/arabic/reports/2006/opt1106/
PDF :
http://hrw.org/arabic/reports/2006/opt1106/opt1106arweb.pdf